ما هي ريادة الأعمال الاجتماعية؟
أصبحت ريادة الأعمال الاجتماعية واحدة من أهم وأبرز الأدوات الحيوية التي تساهم بشكل كبير في تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمعات، حيث تجمع ما بين الابتكار التجارى و الاهتمام بالقضايا المجتمعية لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة، ففي ظل التحديات العالمية المتزايدة قد أصبحت ريادة الأعمال واحدة من الوسائل الفعالة التي تساعد في تقديم الحلول المثلى للمشكلات التي تواجه المجتمعات، مثل الفقر، التعليم، الصحة، والبيئة، اذ تسعى دائما إلى تحقيق تأثير إيجابي ملموس يمتد على الأفراد والمجتمع بشكل عام، وهو ما يجعلها محط أنظار الكثيرين سواء كانوا حكومات، منظمات، او حتى الأفراد الباحثين عن إحداث تغيير حقيقي ومستدام، لكن ما هي ريادة الأعمال الاجتماعية؟ وما الاهمية القصوى التي تتمتع بها؟ وهو ما سنتعرف عليه خلال هذا المقال.
الإجابة بسيطة وتكمن في كونها عملية استخدام الأفكار المبتكرة والأساليب التجارية لحل المشكلات الاجتماعية بطريقة مريحة وأكثر استدامة، وذلك بهدف خلق قيمة مجتمعية تجمع بين الفائدة الاجتماعية والربحية الاقتصادية، مما يجعلها تمثل مسارا فريدا للمساهمة في تنمية المجتمع وتحسين حياة الكثير من الأفراد، أيضا قد يتم تعريف ريادة الأعمال الاجتماعية بأنها مزيج فريد ما بين العمل التجارى والجودة المجتمعية، حيث يتم توجيه الموارد والإبداع نحو تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وهو ما يجعلها واحدة من الأدوات الحيوية الفعالة التى قد تسهم في إحداث التغيير وتحقيق التنمية المستدامة.
تتجلى اهمية ريادة الأعمال الاجتماعية في قدرتها الفائقة على تقديم الكثير من الحلول المبتكرة والمستدامة للتحديات الاجتماعية المختلفة مثل، الفقر، التعليم، الصحة، وحتى حماية البيئة، على عكس ريادة الأعمال التقليدية التي تركز على تحقيق الأرباح فقط، إذ يضع هذا النوع من الريادة الأثر الاجتماعي في صميم أهدافه، وهو ما يجعله واحد من الأدوات القوية التي تسهم في إحداث التغيير الإيجابي في كلا من حياة الأفراد والمجتمعات، ولعل من أبرز الأمثلة على الجهات الداعمة لريادة الأعمال الاجتماعية هو موقع ريادة لحلول الأعمال، الذي يوفر منصة شاملة ومتكاملة لدعم رواد الأعمال من خلال تقديم العديد من الاستشارات والحلول المبتكرة التى تساعدهم في تحقيق أهدافهم الاجتماعية والاقتصادية.
الفرق بين ريادة الأعمال التجارية وريادة الأعمال الاجتماعية
باتت ريادة الأعمال المحرك الأساسي لدفع عجلة التقدم وتحقيق الأثر الإيجابي في كلا من المجتمعات والاقتصاديات حول العالم، ولكنها قد تنقسم إلى نوعين رئيسيين وهما ” ريادة الأعمال التجارية وريادة الأعمال الإجتماعية “، وفي ظل تسارع وتيرة الحياة وتزايد التحديات العالمية، أصبح التعرف على الفرق بين كلتا النوعين ضرورة حتمية لكل من يسعى لإحداث التغيير الايجابى على المجتمع او انشاء مشروع ناجح يعود بالنفع على الفرد والمجتمع ككل.
تركز ريادة الأعمال التجارية على تحقيق الأرباح وتنمية الاستثمارات، اذ يسعى رواد الأعمال إلى تقديم المنتجات أو الخدمات التى تلبي جميع احتياجات السوق وتحقق الكثير من المكاسب المالية، وقد يعتمد هذا النوع من الريادة على استراتيجيات تسويقية ومالية مبتكرة تهدف إلى بناء علامة تجارية قوية وزيادة في الحصة السوقية، وبينما تساهم ريادة الأعمال التجارية في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، إلا أن أهدافها دائما ما تظل متعلقة بالربح المادى كأولوية اساسية.
من جهة أخرى، تهدف ريادة الأعمال الاجتماعية إلى إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع وحل جميع مشكلاته بكفاءة وفاعلية من خلال تقديم حلول مثلي وابتكارية، كما تركز على تحسين حياة الأفراد ومعالجة القضايا الاجتماعية مثل الفقر، التعليم، والبيئة، وقد يعتمد رواد الأعمال في هذا النوع على الإبداع في تطوير الحلول المستدامة، إذ تكون الفائدة المجتمعية هي الهدف الأساسي الى جانب تحقيق الاستدامة المالية التى تدعم هذه الأنشطة.
تتجلى أهمية التعرف على الفرق بين ريادة الأعمال التجارية وريادة الأعمال الإجتماعية في توجيه الجهود المبذولة بشكل صحيح وفعال، ففي حال إذا كنت تسعى لبناء مشروع يدر الكثير من الأرباح المادية، فالحل الأمثل هو ريادة الأعمال التجارية، أما في حالة كان لديك طموح بتحقيق تغيير اجتماعي ملموس، فإن ريادة الأعمال الاجتماعية هي الخيار الأنسب.
اقرأ ايضا: ريادة الأعمال التقليدية: مفهومها وأهميتها
أنواع ريادة الأعمال المجتمعية
تمثل ريادة الأعمال الاجتماعية إطارا شاملا ومتكاملا يضم الكثير من الأنماط والاستراتيجيات المختلفة والتى غالبا ما تهدف جميعها إلى إحداث تأثير إيجابي ومستدام على المجتمع، وتعتمد على الابتكار والعمل الموجه لحل كافة التحديات الاجتماعية والبيئية، وفيما يلي إليك أبرز الانواع:
اولا، المشروعات المجتمعية:
تعد المشروعات المجتمعية الركيزة الأساسية في ريادة الأعمال الاجتماعية، إذ يمكن لأي شخص القيام بتنفيذها بغض النظر عن مستوى تعليمه أو شبكة علاقاته، وغالبا ما تكون هذه المشروعات صغيرة وتركز على معالجة قضايا محلية مثل إنشاء مساحات خضراء في المناطق الأقل حظا أو تنظيم مبادرات تطوعية تهدف الى تحسين جودة الحياة.
ثانيا، المؤسسات غير الربحية:
قد تخصص المؤسسات غير الربحية جميع إيراداتها لتحقيق الأهداف المجتمعية والبيئة مع تغطية التكاليف التشغيلية كرواتب الموظفين والأنشطة التسويقية، على عكس المؤسسات الربحية التى لا تقوم بتوزيع الأرباح على الأفراد، كما قد يحظى هذا النوع من الريادة عادةً بإعفاءات ضريبية وهو ما يجعله وسيلة فعالة لمعالجة القضايا العامة بشكل مستدام.
ثالثا، التعاونيات:
تمثل التعاونيات واحدة من النماذج الفريدة التى تجمع ما بين الأفراد لتحقيق أهداف مشتركة تخدم المجتمع، مثل الإسكان أو تأسيس مشروعات اقتصادية محلية، اذ يمكن أن تعمل بشكل ربحي أو غير ربحي، مع اشتراط دفع رسوم عضوية لتغطية التكاليف، كما قد يركز هذا النوع على التعاون الطوعي لتعزيز الاستقلالية وتحقيق المنفعة المتبادلة.
رابعا، المؤسسات الربحية ذات الأهداف الاجتماعية:
يجمع هذا النوع بين تحقيق الأرباح وإحداث التأثير المجتمعي، إذ يرى بعض رواد الأعمال الذين يتبعون هذا النهج أن الربحية لا تتعارض مع المساهمة الإيجابية، بل قد تعززها من خلال جذب المستثمرين الذين يفضلون توجيه رؤوس أموالهم نحو مشروعات فريدة قد تحدث فرقا حقيقيا في المجتمع.
فوائد ريادة الأعمال المجتمعية
تحقق ريادة الأعمال الاجتماعية مجموعة واسعة من الفائدة العديدة التي تعود بالنفع على كل من العاملين بها والمجتمع بشكل عام، فلا يمكن لهذا النوع من الريادة أن يحقق أهدافه ويعترف بتأثير دون هذا العائد الإيجابي والأثر الاجتماعي الممتاز، وفيما يلي إليك أبرز فوائد ريادة الأعمال المجتمعية:
بناء علاقات تتجاوز الغرض المادي:
تمكن ريادة الأعمال الاجتماعية الكثير من الشركات والمؤسسات من بناء علاقات قوية في مختلف الشبكات الاجتماعية والاقتصادية، بخلاف تلك الشركات التي تنشأ لأغراض تجارية بحتة، مما قد تسهم في تقليل الفجوات الطبقية والمادية بين المجموعات، وذلك من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي خاصة للفئات المهمشة، مما يعزز من الروابط الاجتماعية ويفتح المجال لتأسيس شراكات استراتيجية تعزز من تأثير المؤسسة ومكانتها.
وجود حافز مشترك:
قد يفتقر الكثير من الموظفين الى الدافع الحقيقى عندما يكون الهدف الأساسي لأي عمل هو الربح المادي، لكن في ظل ريادة الأعمال الاجتماعية، فإن الجميع يتشارك غاية سامية وهي خدمة المجتمع، مما يبقي الجميع متحفزين ومكرسين جهودهم لتحقيق هذا الهدف المشترك.
الاستجابة لاحتياجات العملاء:
مع تزايد وعي المجتمع بمشكلاته، تصبح ريادة الأعمال الاجتماعية واحدة من الوسائل المثلى لجذب العملاء، وذلك نظرا لكونها تعنى بحل هذه المشكلات، مما قد يجعل العملاء يشعرون بالرضا عند التعامل مع الشركات التى تهدف للتغيير الإيجابي.
خلق فرص عمل جديدة:
إلى جانب دور ريادة الأعمال الاجتماعية في حل مشكلات المجتمع، فقد نجد أن المشاريع الاجتماعية دائما ما توفر الكثير من فرص العمل للشباب، مما يسهم في تقليل البطالة ويحفز على المشاركة الفعالة.
تغيير العالم لمكان أفضل:
قد تكون الميزة الأبرز لريادة الأعمال الاجتماعية هي قدرتها على تحقيق تغيير ملموس في المجتمع، حيث يبقى هذا التأثير الإيجابي الهدف الأسمى الذي تسعى إليه.
سمات وخصائص رواد الأعمال المجتمعية
يتمتع رواد الأعمال الاجتماعية بعدد كبير من السمات المشتركة والفريدة والتي قد تسهم بشكل كبير في نجاحهم في مختلف المجالات التي يعملون بها، وكان من أهم وأبرز هذه السمات ما يلي:
الاندفاع نحو التغيير:
غالبا ما يكون الدافع الرئيسي لرواد الأعمال الاجتماعية هو عدم الرضا عن الوضع الحالي في المجتمع، وهو ما يدفعهم للسعي للتطوير والتحسين كما يحفزهم على الاستمرار في العمل والجهد، وبالتالى يساعدهم على تخطي العقبات التي قد يواجهونها في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة.
الإبداع والابتكار:
قد ينظر رواد الأعمال الإجتماعية إلى المواقف من زاوية مختلفة عن الأشخاص العاديين، اذ يرون في كل مشكلة فرصة لابتكار حلول جديدة تتغلب على التحديات المجتمعية، لذا فإنهم قد يعملون على تطوير منتجات أو خدمات تساهم بشكل فعال في الحد من المشكلة أو حتى القضاء عليها بشكل كامل.
المهارات الريادية:
قد يبدو من البديهي أن يتمتع رائد الأعمال بمجموعة واسعة ومتنوعة من المهارات الريادية، ولكن في بعض الأحيان قد يتسبب شغف التغيير في انطلاق الشخص نحو تنفيذ فكرته دون أن يمتلك الخبرة الكافية في إدارة الأعمال، وهو الأمر الذي قد يسبب قصورا في الجوانب الأساسية مثل التخطيط الاستراتيجي والتمويل وإدارة الموارد، وبالتالى هو ما يؤدي إلى تقليص فرص نجاح المشروع في المدى البعيد.
العزيمة والإصرار:
لا يمكن لأي مشروع أن ينجح دون مواجهة العديد من التحديات والصعوبات، لذا قد يحتاج رائد الأعمال إلى العزيمة والإصرار لتخطي تلك العقبات بصورة أكثر سهولة وفاعلية، ذلك بالطبع إلى جانب القدرة على التعامل مع الفشل كخطوة نحو النجاح بدلا من الاستسلام، ايضا قد يكون من المهم أن يكون لديه القدرة على تقبل النقد والآراء من الآخرين، والعمل على تحسين المشروع باستمرار للوصول إلى أفضل النتائج.
تحديات ريادة الأعمال المجتمعية
على الرغم من أن مجال ريادة الأعمال الاجتماعية يمتلك الكثير من الإمكانيات المثلي الكبيرة التى قد تسهم في مساعدة المجتمع على إيجاد حلول إبداعية وفعالة لكافة المشكلات التى تواجهه، إلا أن هذا المجال دائما ما يواجه العديد من التحديات الكبرى التى قد تعيق تقدمه، من بين أبرز هذه التحديات ما يلي:
أولا، نقص التمويل المالي:
يعد الحصول على التمويل الاجتماعي أحد أكبر التحديات التي قد يواجهها رواد الأعمال المجتمعيون، إذ غالبا ما تواجه بعض المشاريع المجتمعية صعوبة في تأمين مصادر الدخل الثابتة التى تمكنها من الاستمرار في عملها وتغطية جميع نفقاتها، ويعود السبب في ذلك الأمر إلى قلة التوقع حول إمكانية تحقيق الربح من هذا النوع من المشاريع، إضافة إلى الاحتياج الدائم للتمويل، لذا في حال ما إذا كنت تواجه هذه المشكلة وترغب في التعرف عليها بفاعلية، فقد يجب عليك البحث عن المستثمرين الطامحة أهدافهم الى تطوير المجتمع من خلال الطرق المبتكرة، كما قد يمكنك الاعتماد على الحملات التمويلية عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعد واحدة من أفضل الوسائل للوصول إلى جمهور واسع وجمع الأموال بسهولة.
ثانيا، غياب الثقة في نوايا المؤسسات الاجتماعية:
أحد أبرز وأكبر التحديات التي قد تواجهها المؤسسات الاجتماعية هو عدم الثقة من قبل العامة أو المستثمرين في نواياها، حيث يتساءل البعض عما إذا كانت الأرباح تصرف بشكل فعلى لخدمة المجتمع أم لا، ولهذا إذا كنت واحدا من بين أولئك الأفراد وكنت ترغب حقا في التغلب على هذه العقبة، فقد ينبغي عليك كرائد أعمال اجتماعي أن توضح مدى تأثير مشروعك وإيجابياته على المجتمع، مع عرض النتائج الملموسة التي حققتها المبادرة بفضل التمويل، كما أن التأكيد على انتمائك للمجتمع واهتمامك الشخصي بالمشكلة التي تحاول حلها يمكن أن يكون له تأثير كبير في كسب ثقة الآخرين.
ثالثا، الحفاظ على الالتزام بالمهمة الأساسية:
مع مرور الوقت وزيادة نجاح المشروع الاجتماعي وتوسعه، قد يشعر رائد الأعمال برغبة في تحويله إلى عمل تجاري يحقق أرباحا شخصية بشكل أكبر، ولكن قد يكون من الضرورى عليه أن يتذكر دائما أن الهدف الذي أنشأ من أجله المشروع هو خدمة المجتمع وليس الأرباح المادية، فالمصلحة العامة التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع ككل افضل من المصلحة الشخصية.
كيف تبدأ مشروعًا في ريادة الأعمال الاجتماعية؟
هناك الكثير والكثير من الأشخاص الذين يمتلكون شغفا حقيقيا لإحداث التغيير الايجابى في المجتمع، لكن النجاح في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية قد لا يتوقف على الشغف وحده، بل يتطلب الأمر اتباع عدة خطوات منظمة لبناء مشروع مجتمعي ناجح، من ابرز هذه الخطوات ما يلي:
الخطوة الأولى، تحديد القضية المجتمعية:
الخطوة الأولى وهى التى تتمثل في تحديد المشكلة التي قد يرغب رائد الاعمال في معالجتها، حيث يجب أن تكون القضية التي يختارها ذات تأثير كبير على المجتمع وتستحق المعالجة، كما قد نجد ان اختيار القضية ذات الأهمية الواضحة للمجتمع يزيد من فرصة نجاح المشروع وتحقيق التأثير المطلوب.
الخطوة الثانية، إجراء بحث معمق:
قبل البدء في العمل على الحل، قد يجب أن يكون لدى رائد الاعمال معرفة شاملة بالقضية، فبدلا من الاعتماد على تجربته الشخصية فقط، ينبغي عليه القيام بإجراء بحث شامل، مثل دراسة السوق وتحليلها للإجابة على بعض الأسئلة الهامة مثل، ما هو السوق المستهدف؟ ما القيمة التي يمكنه إضافتها؟ ومن هم منافسوه؟ وكيف يمكن أن يميز مشروعه؟ وغيرها من الأسئلة التى قد تتطلب جمع آراء الخبراء واعداد دراسة جدوى للمشروع، ويمكن الاستفادة في هذه الخطوة من موقع ريادة لحلول الأعمال الذي يوفر العديد من الخدمات الاستشارية في هذا المجال.
الخطوة الثالثة، تحديد الهيكل القانوني:
قد يعكس الهيكل القانوني الشكل الذي سيأخذه مشروع رائد الاعمال من الناحية القانونية، مما يسهل التعرف عليه في السوق المحلي أو الدولي وهى الخطوة التى تتطلب التحقق من المسؤوليات القانونية، من التزامات ضريبية وتوقيع العقود إلى التأمين على أصول المشروع.
الخطوة الرابعة، وضع خطة عمل:
المرحلة التالية وهي تحويل الأفكار إلى خطة عمل مفصلة، يشمل ذلك الأهداف والمهام والاستراتيجيات الضرورية للنجاح، اذ يجب أن تتضمن خطة العمل شرحا واضحا عن المنتجات أو الخدمات المقدمة، ذلك الى جانب تحديد الأهداف الاجتماعية المراد تحقيقها، طرق الوصول إلى الجمهور المستهدف، استراتيجيات التسويق المتبعة، والوضع المالي وتوقعات الإيرادات.
الخطوة الخامسة، البحث عن التمويل:
قد تحتاج بداية أي مشروع إلى تمويل مناسب، لذا إذا كنت تفتقر للموارد اللازمة فقد يمكنك البحث عن ممولين أو دعم من الجهات الحكومية أو الخاصة المهتمة بالمشروعات الاجتماعية كما يمكنك تأجيل طلب التمويل إلى مرحلة لاحقة من المشروع عندما تبدأ في تحقيق النجاح وتحتاج إلى التوسع.
الخطوة السادسة، بناء فريق عمل مناسب وخلق ثقافة الشركة:
الخطوة الأخيرة وتتمثل في تكوين فريق عمل ذو كفاءة وتوجيه اهتمام خاص بثقافة العمل، ففي بعض المشاريع المجتمعية قد يجب أن يكون الأفراد المتعاونون ملتزمين بتحقيق المنفعة المجتمعية، بجانب بناء ثقافة مؤسسية ترتكز على القيم والمبادئ التي يعبر عنها الفريق في تعاملاته مع المجتمع والعملاء.
أمثلة على الريادة الاجتماعية
دائما ما تولي الدول العربية اهتماما كبيرا بتعزيز مجال ريادة الأعمال الاجتماعية، انطلاقا من حرصها على تحسين الوضع المجتمعي ومعالجة القضايا الاجتماعية المختلفة، كما انها قد تركز على تحفيز الإبداع والابتكار في المجتمع من خلال دعم الأفراد والمجموعات التي تسعى للمساهمة في هذا المجال، وفي خلال هذه الفقرة سنوضح لكم أبرز الأمثلة على ريادة الأعمال المجتمعية:
ريادة الأعمال الاجتماعية في السعودية:
قد يتواجد الكثير من المؤسسات والهيئات التي تدعم الابتكارات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، اذ نجدها تقدم الدعم المالي والتقني للأفراد والمجموعات المبدعة، وهو ما يمكنهم من تحويل أفكارهم إلى حلول ملموسة وقابلة للتنفيذ، ومن بين أبرز هذه المؤسسات مؤسسة مسك الخيرية التابعة للأمير محمد بن سلمان، ومؤسسة عبد اللطيف جميل، بالإضافة إلى مؤسسة الملك خالد الخيرية، وبنك التنمية الاجتماعية.
ريادة الأعمال الاجتماعية في مصر:
قد تولي الحكومة المصرية اهتماما خاصا وكبير بالمبادرات الريادية الشبابية في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية بهدف توفير الفرص اللازمة لنجاح المشاريع الريادية، ومن أبرز الجهات الداعمة لذلك جمعية نهضة المحروسة في القاهرة، والعديد من حاضنات الأعمال مثل حاضنة همة التي تعد الحاضنة الأولى التى تتبع جامعة حكومية، وحاضنة جسر التي تم تأسيسها من قبل مؤسسة مصر الخير.
مستقبل ريادة الأعمال الاجتماعية
بدا مفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية في العالم الحالى يشهد تطورا كبيرا ويكتسب أهمية متزايدة على مستوى العالم، فالريادة الاجتماعية لا تقتصر فقط على كونها تهدف الى تحقيق الربح، بل إنها ايضا دائما ما تسعى لتحقيق الأثر الايجابى على المجتمع من خلال معالجة كافة القضايا الاجتماعية والبيئية التى قد تؤثر بشكل مباشر على الافراد والمجتمعات وهو ما يمثل مستقبل العالم المعاصر حيث يتزايد الوعي بالقضايا العالمية وأهمية التغيير المجتمعي.
تعتبر ريادة الأعمال الاجتماعية بمثابة حلقة الوصل من بين قطاع الأعمال والمجتمع، إذ تسهم في خلق فرص اقتصادية مستدامة تواكب الاحتياجات الاجتماعية، لكن مع تزايد الاهتمام بالقضايا البيئية والاجتماعية، قد بدأ العديد من رواد الأعمال في تحويل أفكارهم التجارية إلى مشاريع اجتماعية تهدف إلى التأثير في الحياة اليومية للأفراد، فمثلا تسعى بعض المشاريع إلى توفير فرص العمل للمحرومين، أو تحسين مستوى التعليم في المجتمعات النائية، أو تقديم حلول مبتكرة لتحديات البيئة.
إن المستقبل المتوقع لمجال ريادة الأعمال الاجتماعية دائما ما يعكس تحولا جوهريا في كيفية التعامل مع التحديات العالمية، فمن المتوقع أن تشهد هذه المشاريع دعما متزايدا من الحكومات والمستثمرين، بالإضافة إلى المزيد من التعاون بين القطاعين العام والخاص، وهو الأساس الذي يمكن من خلاله تحقيق النمو الاقتصادى المستدام الذي يوازن بين الأهداف المالية والأثر الاجتماعي الإيجابي.
اقرأ ايضا: دراسة السوق: فهم البيئة التجارية لتحقيق النجاح
ما هى ريادة الأعمال الاجتماعية؟
ريادة الأعمال الاجتماعية وهي مفهوم يركز على استخدام المبادرات التجارية والأساليب المبتكرة لحل المشكلات الاجتماعية وتحقيق التأثير الإيجابي في المجتمع، اذ يسعى الكثير من رواد الأعمال الاجتماعيون إلى تقديم حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات المجتمعية مثل الفقر، التعليم، الصحة، والبيئة، مع تحقيق عائد مالي يدعم استمرارية مشاريعهم، كما قد تجمع ريادة الأعمال الاجتماعية بين الأهداف الاجتماعية والنماذج الاقتصادية، حيث يتم توجيه الأرباح لدعم القضايا المستهدفة بدلا من تحقيق المكاسب الشخصية فقط، مما يجعلها واحدة من الأداوات الفعالة التى تساهم إحداث تغيير حقيقي ومستدام.
ما مستقبل ريادة الأعمال المجتمعية؟
قد يكون مستقبل ريادة الأعمال المجتمعية واعد ومليء بالكثير من الفرص، حيث يتزايد الوعي العالمي بأهمية إيجاد الحلول المستدامة والابداعية للتحديات الاجتماعية والبيئية، اذ انه مع التكنولوجيا وتوسع شبكات التمويل والمبادرات الداعمة، أصبحت هناك إمكانية أكبر لتطبيق الأفكار المبتكرة وتحقيق تأثير واسع النطاق، كما أن الاهتمام المتزايد من الحكومات والمنظمات الدولية بتشجيع هذا النوع من الأعمال يعزز من دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعلها محركا رئيسيا للتغيير الإيجابي في المستقبل.