ما هي هيكلة الشركات الناشئة؟
تمثل هيكلة الشركات الناشئة الركيزة الأساسية لتنظيم عمل هذه الشركات وضمان تحقيق أهدافها بكفاءة عالية كما ان الهيكلة تعني تحديد الأدوار والمسؤوليات داخل الشركة وتوزيعها بشكل منهجي يساعد على تحقيق التوازن بين المهام المختلفة وضمان التنسيق بين الإدارات وتعد هذه الهيكلة عاملا محوريا في نجاح الشركات الناشئة، حيث تساهم في تحديد المسار الواضح للفرق وتجنب التداخل في الأدوار، مما يعزز الإنتاجية ويقلل من التحديات التشغيلية فعلى سبيل المثال، يمكن للشركة الناشئة في السعودية أن تعتمد على نموذج هيكلة يتيح تواصلا سريعا بين الموظفين والإدارات، مما يواكب طبيعة الأسواق المتغيرة سريعا.
أحد الجوانب الرئيسية التي تعزز أهمية هيكلة الشركات الناشئة هو دورها في تحسين الكفاءة التشغيلية كما ان الهيكلة الواضحة تمكن الشركات من توزيع الموارد البشرية والمالية بطريقة استراتيجية تدعم أهداف النمو فعلى سبيل المثال، يمكن لشركة سعودية ناشئة في مجال التجارة الإلكترونية تقسيم هيكلتها إلى فرق متخصصة مثل فريق التسويق، فريق إدارة العمليات، وفريق خدمة العملاء وهذا التقسيم يضمن أن كل فريق يركز على تحقيق أهدافه المحددة دون تعطيل العمليات الأخرى، مما يزيد من مرونة الشركة واستجابتها للتغيرات السريعة في السوق.
تتطلب هيكلة الشركات الناشئة أيضا مرونة تكيفية للتعامل مع التحديات والفرص الجديدة بالنسبة للشركات الناشئة في السعودية، على سبيل المثال، يمكنها تبني هيكلية مرنة تدعم الابتكار وتتيح للفرق العمل على مشاريع جديدة بشكل مستمر حيث يتيح النهج يمكن ملاحظته في شركات التكنولوجيا الناشئة التي تعتمد على هيكلة شبكية بدلاً من الهيكلية التقليدية، حيث يتم تشجيع التعاون بين الأقسام المختلفة لتحقيق حلول مبتكرة. بذلك، تلعب هيكلة الشركات الناشئة دورًا حيويًا في تحقيق التوازن بين الابتكار والكفاءة التشغيلية، مما يعزز من قدرتها على المنافسة في السوق السعودي المزدهر وهذا ما يمكننا ان نوفرة لكم من خلال موقع ريادة لحلول الاعمال.
أهمية هيكلة الشركات الناشئة
تعتبر هيكلة الشركات الناشئة أداة استراتيجية ضرورية لتحقيق النمو والتوسع في بيئة الأعمال التنافسية كما تعتمد الهيكلة الواضحة على تقسيم الأدوار وتحديد المسؤوليات بطرق تساعد على تعزيز الكفاءة وتحقيق الأهداف بسلاسة وعندما تكون هيكلة الشركة مدروسة، يصبح من السهل تحسين عمليات اتخاذ القرار وتنظيم الموارد بشكل يضمن تحقيق النتائج المرجوة مع هذا تتيح الهيكلة المرنة للشركات الناشئة التكيف مع التغيرات السريعة في السوق، مما يمنحها ميزة تنافسية على المدى الطويل.
تؤدي هيكلة الشركات الناشئة دورًا حيويًا في جذب المستثمرين من خلال توفير رؤية واضحة حول تنظيم الشركة وكيفية إدارتها والمستثمرون يبحثون عن الشركات التي تمتلك أساسا تنظيميا قويا يساعد في تقليل المخاطر وزيادة فرص النجاح حيث ان الهيكلة الشاملة توفر دليلا على قدرة الشركة على التعامل مع التحديات بفعالية، مما يعزز ثقة المستثمرين ويدفعهم إلى الاستثمار في الأعمال كما أن التنظيم الجيد يدعم تطوير الكفاءات داخل الشركة، إذ يشعر الموظفون بالوضوح والاستقرار الذي يحفزهم على الإبداع وتحقيق التميز.
تساهم أيضا هيكلة الشركات الناشئة في تسهيل عمليات النمو من خلال تحسين التواصل الداخلي وتنظيم العمليات بشكل يضمن التوسع دون فقدان السيطرة كما ان الشركات الناشئة التي تهتم بوضع هيكلة مرنة تتماشى مع خطط التوسع لديها فرصة أكبر لتحقيق النجاح، حيث يمكنها استيعاب المزيد من المواهب وتوسيع قاعدة عملائها دون أن تتأثر جودة الأداء كل هذه الجوانب تجعل من هيكلة الشركات الناشئة عنصرًا أساسيًا لتحقيق استدامة الأعمال ونموها.
اقرا ايضا: الخطة التشغيلية للمدارس وأهميتها في الإدارة المدرسية؟
خطوات هيكلة الشركات الناشئة
تعد هيكلة الشركات الناشئة أمرا أساسيا لضمان تحقيق أهدافها ونموها في بيئة تنافسية متسارعة وتعتمد هذه العملية على خطوات مدروسة تهدف إلى تنظيم العمليات الداخلية، وتوزيع الأدوار، وتحقيق الكفاءة التشغيلية فسنستعرض فيما يلي الخطوات العملية لتحقيق هيكلة فعالة للشركات الناشئة:-
1. التحليل وفهم طبيعة العمل
أول خطوة في هيكلة الشركات الناشئة هي إجراء تحليل دقيق لطبيعة العمل والبيئة السوقية كما يتطلب هذا دراسة أهداف الشركة، وتحليل احتياجات السوق المستهدف، وتقييم الموارد المتاحة سواء البشرية أو المالية فهذه الخطوة تتضمن استخدام أدوات مثل تحليل SWOT لتحديد نقاط القوة والضعف، والفرص والتحديات ويساعد ايضا التحليل في تحديد الأنشطة الرئيسية التي تحتاج إلى تنظيم وربطها بالاستراتيجية العامة للشركة الناشئة.
2. التخطيط ووضع هيكل تنظيمي
تأتي خطوة التخطيط بعد التحليل والتي تشمل تصميم الهيكل التنظيمي للشركة والتي يتم تحديد الأدوار والمسؤوليات لكل قسم، سواء كان ذلك في مجالات التسويق، العمليات، الموارد البشرية، أو المالية يجب وضع خطة شاملة تحدد خطوط الاتصال بين الأقسام وآليات التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة ويمكن استخدام برامج إدارية مثل Trello أو Asana لتسهيل تنظيم المهام ومتابعتها، مما يضمن توزيع الأعباء بشكل عادل وتحقيق الكفاءة.
3. التنفيذ ومتابعة الأداء
المرحلة الأخيرة هي تنفيذ الهيكل التنظيمي الذي يتم التخطيط له ويشمل ذلك تدريب الموظفين على أدوارهم الجديدة، وتطبيق السياسات والإجراءات التي تضمن سير العمليات بسلاسة ومن المهم مراقبة الأداء بانتظام من خلال أدوات تحليل البيانات المختلفة والتأكد من أن الهيكل التنظيمي يعمل بكفاءة وأن الأهداف المحددة تتحقق والمتابعة المستمرة تتيح الفرصة لإجراء التعديلات اللازمة، مما يعزز من مرونة الشركة الناشئة وقدرتها على التكيف مع التغيرات.
التحديات في هيكلة الشركات الناشئة
تواجه هيكلة الشركات الناشئة العديد من التحديات التي تؤثر على استقرارها وقدرتها على تحقيق النجاح في سوق تنافسي سريع التغير ومن هذه التحديات لا تقتصر فقط على إدارة الموارد أو التخطيط الاستراتيجي، بل تمتد إلى مقاومة التغيير وضعف الخبرة في اتخاذ القرارات الهيكلية المناسبة وتعتبر مواجهة هذه العقبات ضرورة ملحة لضمان تحقيق أهداف الشركة وتوفير أساس متين للنمو المستدام من خلال النقاط التالية:-
1. نقص الموارد المالية والبشرية
تعد الموارد المالية والبشرية من أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة عند هيكلتها وقلة التمويل تؤدي إلى محدودية القدرة على توظيف الكفاءات أو الاستثمار في التكنولوجيا اللازمة لتطوير العمل كما أن نقص الموارد البشرية المؤهلة يجعل من الصعب تنفيذ الخطط الاستراتيجية بكفاءة ويمكنك التغلب على هذا التحدي من خلال الاستفادة من برامج التمويل المتاحة للشركات الناشئة، وبناء شبكة علاقات مع مستثمرين محتملين لدعم النمو ويجب أيضا التركيز على تدريب الموظفين الحاليين لتعزيز قدراتهم بدلا من البحث عن موارد جديدة مكلفة.
2. ضعف الخبرة في إدارة العمليات
يعاني الكثير من رواد الأعمال الجدد من قلة الخبرة في هيكلة الشركات الناشئة بطريقة احترافية والتي تكون عائق في تحقيق الكفاءة التشغيلية حيث يؤدي هذا الضعف إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة تتسبب في هدر الموارد أو فشل الشركة في مواجهة المنافسة لذا لكي يتم التغلب على هذه المشكلة، يمكن الاستعانة بمستشارين متخصصين في ريادة الأعمال أو حضور دورات تدريبية توفر المعرفة اللازمة لإدارة الهيكلة بكفاءة كما يمكن الاعتماد على نظم إدارة رقمية تساعد في تحسين العمليات وتقليل الأخطاء.
3. مقاومة التغيير داخل الشركة
تعد مقاومة التغيير من أبرز العقبات التي تعرقل جهود هيكلة الشركات الناشئة فالموظفون في المراحل الأولى قد يجدون صعوبة في التكيف مع أساليب العمل الجديدة أو التغييرات في الأدوار والمسؤوليات، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية أو حتى فقدان المواهب ولحل هذه المشكلة، يجب تعزيز التواصل داخل الفريق وإشراك الموظفين في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالتغيير من خلال تقديم تدريبات لتوضيح فوائد التعديلات المقترحة وتعزيز قبولها.
أهداف هيكلة الشركات الناشئة
تعد هيكلة الشركات الناشئة خطوة أساسية لتحقيق النجاح في بيئة الأعمال التنافسية، حيث تركز على تحسين العمليات الداخلية وتنظيم المهام لتحقيق أهداف استراتيجية طويلة الأمد فمن خلال هيكلة الشركات الناشئة، يمكن تعزيز كفاءة العمليات التشغيلية وضمان استدامة النمو وزيادة القدرة التنافسية حيث انه يوجد في المملكة العربية السعودية العديد من الشركات الناشئة نجاحات ملحوظة بفضل التركيز على بناء هيكلة قوية تلبي احتياجات السوق المتجددة.
1. تحسين الأداء التنظيمي
هيكلة الشركات الناشئة تسهم بشكل كبير في تحسين الأداء التنظيمي عبر تحديد أدوار الموظفين بوضوح وتخصيص الموارد بكفاءة فعند تقسيم المهام بوضوح، يتم تقليل التداخل بين المسؤوليات وتعزيز سرعة الإنجاز فعلى سبيل المثال، اعتمدت إحدى الشركات الناشئة في مجال التقنية بالمملكة نهجًا هيكليا يعتمد على فرق متخصصة لكل مشروع، مما أدى إلى تحسين جودة المنتجات وتسريع وقت وصولها إلى السوق، ما عزز مكانتها في السوق المحلي.
2. زيادة الكفاءة التشغيلية
زيادة الكفاءة هي أحد الأهداف الرئيسية لهيكلة الشركات الناشئة، حيث تسهم في تنظيم العمليات الداخلية وتقليل الهدر فالهيكلة الواضحة تساعد الشركات على تحديد العمليات غير الفعالة والعمل على تحسينها باستخدام التقنيات الحديثة فعلى سبيل المثال، في قطاع التجارة الإلكترونية بالسعودية، اعتمدت إحدى الشركات الناشئة تقنيات متقدمة لإدارة المخزون وخدمة العملاء، مما قلل التكاليف التشغيلية وساعد على تقديم خدمات أسرع وأكثر دقة للعملاء، ما ساعدها على تحقيق ولاء العملاء وزيادة الأرباح.
3. توسيع السوق والقدرة التنافسية
توسيع نطاق السوق يعتبر هدفًا محوريا لهيكلة الشركات الناشئة، حيث تساعد الهيكلة المدروسة في توسيع العمليات لتشمل أسواقا جديدة واستهداف شرائح مختلفة من العملاء لذلك يجيب التركيز على الابتكار وتطوير منتجات تلبي احتياجات السوق المحلية والعالمية، وهذا ما يساعد الشركات الناشئة في السعودية مثل تلك العاملة في مجالات التكنولوجيا المالية من جذب استثمارات ضخمة، ما ساعدها على توسيع نطاق خدماتها خارج حدود المملكة ودخول أسواق إقليمية جديدة.
أنواع الهيكلة في الشركات الناشئة
تعتبر أنواع الهيكلة في الشركات الناشئة من العوامل الحاسمة التي تؤثر بشكل مباشر على نجاح واستدامة هذه الشركات، خاصة في بيئة الأعمال التنافسية الحالية ويعتمد نجاح الشركات الناشئة على بناء نظام تنظيمي متين يعزز الكفاءة ويضمن الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة وتشمل الهيكلة في الشركات الناشئة ثلاثة أنواع رئيسية: الهيكلة الإدارية، الهيكلة المالية، والهيكلة التنظيمية ويهدف كل نوع إلى تنظيم جانب محدد من عمليات الشركة لتحقيق أقصى درجات الأداء وسوف نوضح فيما يلي كل نوع بشكل منفصل مع تقديم أمثلة توضيحية على دوره في تحسين عمل هيكلة الشركات الناشئة:-
الهيكلة الإدارية
تعد الهيكلة الإدارية جوهر التنظيم في الشركات الناشئة، حيث تهدف إلى وضع إطار واضح لتوزيع المسؤوليات والصلاحيات بين أفراد الفريق وتشمل هذه الهيكلة تحديد الأدوار الرئيسية مثل المدير التنفيذي، مدير العمليات، ورؤساء الفرق لذلك يمكن لمدير المنتج أن يتولى مسؤولية التخطيط لتطوير المنتجات بينما يركز مدير التسويق على الترويج وزيادة الوعي بالعلامة التجارية وتساهم هذه الهيكلة في تحسين تدفق العمل وتقليل التداخل بين المهام، مما يؤدي إلى تسريع عملية اتخاذ القرار وضمان سير العمل بسلاسة داخل الفريق.
الهيكلة المالية
تركز الهيكلة المالية على إدارة الموارد المالية للشركة بطريقة تضمن استمراريتها ونجاحها ويتضمن ذلك وضع ميزانيات دقيقة، مراقبة التدفقات النقدية، وإدارة التكاليف وهنا تأتي أهمية وجود خطة مالية تضمن الاستخدام الأمثل لهذه الأموال لتحقيق أهداف الشركة حيث يساعد تعيين مدير مالي أو مستشار مالي مختص في مراقبة الأداء المالي للشركة وتحليل العوائد المحتملة من كل استثمار وتسهم الهيكلة المالية السليمة في حماية الشركة من الأزمات المالية وضمان نموها المستدام.
الهيكلة التنظيمية
تشمل الهيكلة التنظيمية تصميم البنية الداخلية للشركة لتحديد كيفية تفاعل الأقسام المختلفة مع بعضها البعض ويمكن أن تعتمد الشركات الناشئة على هيكلة أفقية تعزز التعاون بين الفرق أو هيكلة هرمية توضح خطوط السلطة والمسؤولية ومن هنا يمكن أن تعمل فرق التطوير والتصميم جنبًا إلى جنب بشكل أفقي لتحقيق التناغم لهذا قد تحتاج شركات التجارة الإلكترونية إلى هيكلة هرمية أكثر تنظيما لتنسيق العمليات بين إدارة المخزون، الشحن، وخدمة العملاء وتهدف هذه الهيكلة إلى تحسين التكامل بين الأقسام وضمان تنفيذ العمليات بشكل متقن.
أثر هيكلة الشركات الناشئة على النمو
تعد هيكلة الشركات الناشئة من أهم العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على نجاحها ونموها إذ تعد هيكلة الشركة النظام الذي يحدد توزيع الأدوار والمسؤوليات بين الموظفين، إلى جانب تحديد طريقة عمل الفرق داخل الشركة، مما يؤثر بشكل كبير على الكفاءة التشغيلية وفاعلية اتخاذ القرارات حيث إن اختيار الهيكل التنظيمي الصحيح يمكن أن يعزز من سرعة تنفيذ الاستراتيجيات ويسهم في تحسين الأداء العام، بينما قد تؤدي الهيكلة غير المناسبة إلى عرقلة النمو وفرص التوسع في السوق وفي الخطوات التالية، سنستعرض تأثير هيكلة الشركات الناشئة على نموها.
1. تحسين الكفاءة التشغيلية
أحد أبرز الآثار الناتجة عن هيكلة الشركات الناشئة بشكل صحيح هو تحسين الكفاءة التشغيلية فعندما تكون الأدوار والمسؤوليات واضحة لكل موظف وفريق، فإن ذلك يقلل من التداخل في العمل ويزيد من الإنتاجية فمن خلال تحديد هيكل تنظيمي مرن وفعال، يمكن للشركات الناشئة تسريع عملية اتخاذ القرارات وتنفيذ العمليات التشغيلية بشكل أسرع وأكثر دقة وهذا الترتيب يساعد على تقليل الأخطاء وزيادة التخصص، مما يعزز من القدرة التنافسية للشركة في السوق.
2. تعزيز القدرة على التوسع والنمو
تساهم هيكلة الشركات الناشئة بشكل ملحوظ في قدرتها على التوسع والنمو المستدام فالهيكل التنظيمي الجيد يسهل عملية التوسع الجغرافي أو التوسع في خطوط الإنتاج، حيث يحدد الموارد المتاحة ويضمن توزيعها بشكل استراتيجي في الأوقات المناسبة لذا في حالة وجود هيكل مرن، يمكن للشركة الاستجابة بسرعة لفرص السوق الجديدة أو التغيرات في الطلب، مما يزيد من قدرتها على النمو والابتكار فالهيكلة المدروسة تساهم أيضًا في تحسين إدارة التكاليف وتوزيع الموارد بطريقة تدعم التوسع الفعال.
3. تحسين التواصل واتخاذ القرارات
الهيكلة السليمة تؤثر بشكل كبير على تحسين التواصل داخل الشركة، ما ينعكس إيجابا على سرعة اتخاذ القرارات وفي الشركات الناشئة، حيث تتطلب الظروف أحيانا قرارات سريعة، فإن التواصل الفعال بين الأقسام المختلفة يعد أمرا حيويا حيث ان هيكل تنظيمي جيد يسهم في تحسين تدفق المعلومات بين الفرق والأقسام، مما يضمن اتخاذ قرارات مدروسة تستند إلى بيانات دقيقة وواقعية وهذا التواصل الفعال يسهم في تجنب التأخير في تنفيذ الخطط الاستراتيجية ويعزز من فرص نجاح الشركات الناشئة في السوق.
كيفية تخطيط الهيكلة في الشركات الناشئة
يعد تخطيط الهيكلة في الشركات الناشئة خطوة أساسية لنجاح أي مشروع جديد، حيث يؤثر بشكل مباشر على نمو الشركة واستدامتها في السوق التنافسي فعملية الهيكلة تتطلب فهما دقيقا للوضع الحالي للشركة، بما في ذلك تحديد الأهداف الاستراتيجية، وتحليل الموارد المتاحة، وتصميم الهيكل التنظيمي الذي يضمن توزيع المسؤوليات بشكل فعّال ولتحقيق النجاح في هذا المجال، يجب أن يتم التخطيط بعناية لضمان تحسين الأداء العام للشركة وتحقيق أهدافها على المدى الطويل.
التحليل الدقيق للوضع الحالي
أول خطوة في تخطيط الهيكلة هي إجراء تحليل شامل للوضع الحالي للشركة الناشئة ويتطلب ذلك دراسة هيكل الشركة الحالي، تحديد نقاط القوة والضعف، وتقييم الموارد البشرية والمالية المتاحة ومن خلال هذا التحليل، يمكن تحديد التحديات التي قد تواجه الشركة في المستقبل، مثل قلة الخبرات أو نقص في بعض القدرات الإدارية وهذا التحليل يساعد في بناء رؤية واضحة حول كيفية تحسين الهيكلة الحالية وتحديد المجالات التي تتطلب التعديل أو التطوير.
تحديد الأهداف الاستراتيجية ورسم الخطط التنفيذية
بعد التحليل، يأتي دور تحديد الأهداف الاستراتيجية للشركة ويجب أن تكون هذه الأهداف واضحة ومحددة، مع الأخذ في الاعتبار رؤيتك طويلة المدى للشركة لذلك قد تكون الأهداف مرتبطة بنمو الإيرادات، التوسع الجغرافي، أو تحسين الكفاءة التشغيلية وبمجرد تحديد الأهداف، يتم رسم الخطط التنفيذية بوضوح لضمان تنفيذها بكفاءة لذا يتطلب ذلك تقسيم الأهداف إلى مهام قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، مع تحديد المسؤوليات للأفراد أو الفرق المعنية داخل الهيكل التنظيمي فيجب أن تكون هذه الخطط مرنة بما يكفي لتتكيف مع التغيرات السريعة التي قد تحدث في بيئة الأعمال.
تصميم الهيكل التنظيمي المناسب
أخيرا، يأتي دور تصميم الهيكل التنظيمي المناسب الذي يتماشى مع أهداف الشركة ويعتمد هذا التصميم على تحديد الأقسام المختلفة داخل الشركة، مثل الإدارة، التسويق، الموارد البشرية، والمالية، وتحديد الأدوار والمسؤوليات الخاصة بكل قسم لذا هيكلة الشركات الناشئة تعتمد بشكل كبير على الحفاظ على توازن بين التخصصية والكفاءة، بحيث يتم توزيع المهام بشكل يعزز الإنتاجية ويسهل اتخاذ القرارات اذ يمكن استخدام الأساليب الحديثة مثل الهيكل المسطح أو المرن الذي يسمح بتطوير التواصل السريع والمرونة في التعامل مع التحديات.
اقرأ ايضا: أفضل طرق تنظيم العمل المحاسبي في الشركات
الفرق بين هيكلة الشركات الناشئة والشركات الكبرى
عند النظر في الفرق بين هيكلة الشركات الناشئة والشركات الكبرى، نجد أن هناك تفاوتا كبيرا في الطريقة التي يتم بها تنظيم الشركات على مختلف المستويات وأولى الاختلافات تكمن في الأهداف التي تسعى كل منهما لتحقيقها، حيث تركز الشركات الناشئة على الابتكار والنمو السريع، بينما تركز الشركات الكبرى على الاستقرار والتوسع المستدامة لذا تجد في الشركات الناشئة، غالبا ما تكون هيكلة الفريق مرنة وغير رسمية، حيث لا توجد العديد من المستويات الإدارية، ويعمل الموظفون في بيئة ذات ديناميكية عالية لذلك قد نجد شركات ناشئة في السوق السعودي في مجال التكنولوجيا مثل “طموح” التي تعتمد على فرق صغيرة تتيح اتخاذ قرارات سريعة ومباشرة، مما يساعدها على التكيف سريعا مع التغيرات في السوق.
من ناحية أخرى، تتمتع الشركات الكبرى مثل “الاتصالات السعودية” بهيكل تنظيمي أكثر تعقيدًا، حيث توجد تقسيمات واضحة للأقسام المختلفة مثل الإدارة التنفيذية، الإدارة المالية، الموارد البشرية، وغيرها ويتيح هذا النوع من الهيكلة للشركات الكبرى القدرة على إدارة عملياتها على نطاق واسع مع الحفاظ على التنسيق بين مختلف الوحدات وهذه الهيكلة تعزز من كفاءة العمليات والرقابة على الأداء في بيئة تتطلب تنظيمًا دقيقًا للتعامل مع عدد كبير من الموظفين والعمليات المعقدة.
أما على مستوى الأدوات التي يتم استخدامها لإدارة الشركات، فالشركات الناشئة غالبا ما تعتمد على أدوات رقمية وتقنيات حديثة لتمكين فرقها من العمل بكفاءة رغم حجمها الصغير لذا نجد بعض الشركات تستخدم منصات مثل “Slack” أو “Trello” لتنظيم العمل وتعزيز التواصل بين أعضاء الفريق وفي المقابل، تعتمد الشركات الكبرى على أنظمة إدارة موارد المؤسسات (ERP) وأدوات تحليل البيانات الضخمة لضمان تتبع الأداء بشكل دقيق على مستوى كل قسم كما تجد ايضا بعض الشركات الكبرى مثل “المراعي” تستخدم تقنيات متقدمة لضمان مراقبة جميع عمليات الإنتاج والتوزيع بكفاءة عالية.
لهذا يمكننا القول إن الفرق بين هيكلة الشركات الناشئة والشركات الكبرى يتجلى بشكل واضح في الأهداف والموارد والأدوات المستخدمة وبينما تسعى الشركات الناشئة إلى الابتكار والنمو السريع عبر هيكلة مرنة، تعتمد الشركات الكبرى على هيكل تنظيمي أكثر رسمية ومؤسساتي لضمان استدامتها.